الاثنين، 8 سبتمبر 2008

ذكرى..




حملت صندوقها الصغير وجلست به في ركن من أركان حجرتها الضيقه


هو الشئ الوحيد الذي تبقى لها يحمل بقايا من ذكرياتها


فهنـا.. توجد دمية صغيرة كانت يوما رفيقتها الدائمة وصديقتها الوحيدة


وهنـا.. توجد بقايا أجنحة الفراشة التي أحبت ارتداءها دوما لتحلق بها في سماء أحلامها


أما هنــا..


فتوجد بقايا خارطة وصورة وضعت في غلاف رائع


ففي الوقت الذي كان الأطفال يستمعون لقصص ممتعه قبل النوم


كانت هي تمسك بتلك الخارطة..


وبيدها الصغيرة الأخرى تقبض على صورة أبيها الذي لم تره في حياتها


وبجوارها تتكئ والدتها على مقعد مهترئ لتروي لها تارة قصة أسر أبيها


وتارة أخرى قصة سبي وطنها!!


ويقطع صمت الذكريات


صوتٌ يدوي في أنحاء قريتها


ليذرها هي الأخرى


وقد أضحت .. ذكرى !!


الخميس، 4 سبتمبر 2008

العالم..في قلب أخي الصغير!!

أخي الصغير..مازال يَعُدُّ سنين عمره على يد واحده من يديه الصغيرتين

وبالرغم من صغر سنه إلا أنه يهتم جدا بفلسطين

يقول دائما :

"لما اكبر ان شاء الله هروح فلسطين..وأَمَوِّت اليهود"

::: ::: :::

أمسك أخي الحبيب القلم وقال لي:

"هرسملك خريطه..."

تركت مابيدي وجلست بجانبه..

بدأ حبيبي فرسم دائرة صغيرة على يسار الصفحه وقال: " دي مصر "

ثم رفع يده إلى أعلى يمين الصفحه ورسم دائرة صغيرة أيضا وقال:

" دي الصين..فوق عشان متقدمة"

خَطَّ خطا متعرجا بين الصين ومصر وقال: " ده بأه..البحر "

وجاء على ساحل البحر ورسم أربع دوائر صغيرة

وبدأ يشير الى الدوائر ويقول:

" دي غزة..ودي يافا..ودي حيفا..ودي عكا "

ثم رسم دائرة متوسطة أسفل هذه الدوائر وقال: "ده القدس"

ووضع مدن فلسطين جميعا في دائرة كبيرة شغلت جزء كبير من الصفحه

وقال لي: "دي كلها فلسطين"


ثم جاء على الخط الذي يفصل بين مصر وفلسطين وقال: "دا بيت مسلم اليهود احتلوه"

وانتقل الصغير ليرسم بقية العالم!!

أعلى يسار الصفحه رسم الكعبة وقال: " الكعبة فوووق "
وأسفل الصفحه رسم دائرة صغيرة وقال : " دي أمريكا "
ثم صمت قليلا ورفع رأسه..وبصوته الطفولي البرئ قال :
" أمريكا تحت..عشان هي ساقطه "
وأطلق الصغير ضحكة من ضحكاته الرائعه
ثم ترك القلم..
الآن..علمت كيف هو العالم في قلب أخي الصغير!!
ملحوظه :
أنا طبعا اللي كاتبه على الصورة