السبت، 21 فبراير 2009

في المعتقل !!

بسم الله الرحمن الرحيم
..

الجمعــة .. الثاني من ينــايــر 2009 م

يصدح المـؤذن بأذان الظهــر..وفي نفس الوقت يصـرخ هـاتف أخي أن قد وصلتــه رســالة..

وخبــر ليس بســار لكنه أيضــا ليس مفـاجــأة!!

(( أنــا في عـربيـة الترحيلات ................ ))

اعتـُـقــل أخي الأكبـــر!!

بتهمــة .. ما أعظمهــا من تهمــة!!

اتهم بنصــرة غــزة!!

اتهم بنصــرة الاسلام!!

اتهم بابــراء ســاحته أمام الله من حكــام تخــاذلوا عن نصــرة دينهــم!!

اتـُهـم..وعنـدهم ..ثبــتت إدانتــه..

نــوى أن ينصــر وطنــه المسلــوب فلسطين بوقفــة بعـد صلاة الجمعــة..

فعــاملتــه الحكــومة بـ"إنمــا الأعمـال بالنيــات"

ولم تسمح لـه حتى بـأداء حق ربــه في صلاة الجمعــة!!

هــو ابتــلاء..وليس يقــارن بمــا يعــانيــه اخواننــا في فلسطين أو العراق أو أي بلد مسلم مستضعــف..

وحكــومتنــا بــــلاء..ابتلانــا الله بــه بــذنــوبنــا..وليختبـــر صبـرنـا وصمــودنـا..

فــإن نحن صبــرنا جــازانــا بصبــرنا..وان جزعـنـا عاقـبـنــا على جزعـنــا..

رأيـتـه السبــت المــاضي..بملابســه ناصعــة البيــاض..

بعــد سـاعات طويــلة قضينــاها في ساحــة الانتظــار..لحين انتهاء زيارة الجنـائييـن..

وبعـد عــدة بــوابات مررنــا بها..

ومرورا بــآخر بـوابــة..تلك التي تشعــر عنــدهــا بمعنى التفنن في ذل من أمامهم بتفتيشهم!!

ووصــولا آخيــرا بالغــرفة التي يزدحم فيها أهالي المعتقلين بانتظـار فلذات أكبــادهم ليتنسمــوا عبيــرهم بســاعة أو أقل يقضـونها برفقتهم..

وبينمــا نقف بانتظــار خـروجهم..إذ بصــوت يتــردد من خلف أسلاك بــاب الزنــازين..

(( بحــلم لو عــاد الإسلام يحكم من تاني..ويخلي صحاري الاوطان خضرة وأماني

بحلم لو نسمـة ايمان هـزت أركـاني..ييجي الفجر ويطوي الليل بحسنه الرباني

بحلم إن العدل يســود .. عدل عمر وجنوده أسود .. يحمي الحق وعنه يذود ما يخاف الجاني ))

وبتلقائية شديدة نجد ألسنتنا معهم تــردد:

(( الحلم للي القلب ناداه..شعب بيهتف باسم الله..ويخلي امامه وهداه نهج القرآن ))

ويفتــح البــاب..ليدخل علينــا فــوج من ملائكــة بيضــاء..

قد أنـارت وجوههم بنــور من ربهم..

يتبسمون .. يضحكـون .. ومعنــا يمـزحون ويتحدثــون..

لم تفــارق البسمــة وجــه أي منهم ..

روح رائعــة تســري بينهم .. يقــومون من مجالسهم ليصافحـوا اخوانهم..

يتشــاركــون طعــامهم وحلواهم..

بأعينهم نظـرات الرضــا..وعلى ألسنتهم " الحمـد لله .. الحمد لله "

ويقطع ذاك الجو الرائع..صــوت الحـارس:

(( الــزيـارة انتهـت ))

لنتـركهم كما لقينــاهم..تستمد من أعينهم العــزة..

نتــركهم..وحلم الحـريــة يـلمع في آفــاق دنيــا قد باتت لا تعــرف الرحمــة أو العــدل..

فكـ الله أســرك أخي الغــالي..أســد الدين

وأعــادك وكل من معك سالما غانما..

كلي شــوق اليك..