الاثنين، 6 أكتوبر 2008

أنتِ عشــق قلـبي ..


وأقبل العيد ..


أما هنـــا..فقد اكتست الأرض بألوان البهجة والزينة..


أشرقت الابتسامة على وجوه كل الناس..خاصة الأطفال..


ففي العيد..يلهون ويمرحون..يشترون الحلوى والألعاب..لايملون الضحك والمزاح..


وأيضا الكبار..ينتهزون أوقات العيد ليجلسون مع أسرهم وأهليهم..يتجاذبون أطراف الحديث..يضحكون ويتسامرون..


هكذا قد اعتادوا..وهكذا وأكثر يفعلون..


وأما هنـــاكـ ..


حيث يقطن قلبي..وحيث تتعلق عيناي..


هنــاك..حيث يأتي العيد فيُعيد على الناس ذكريات آلام وأحزان ..


هنـــاك..حيث تحاول الطفلة أن ترسم ابتسامة مصطنعة على شفتيها ..


لكنـها..تذكر أبيها خلف قضبان ظلم وجبروت يهودٍ فاجرٍ لا يعرف الرحمة ..


تذكر أمها - ذلك القلب الحنون - الذي ضمها ليستقبل بدلا عنها طلقات غدرٍ طائشة ..


ذلك القلب الذي كان أحن قلوب الأرض عليها ..


تذكر أيضا..وطنا قد اغتصبه أعداؤها وساندهم في حصاره اخوانها - وااا أسفاه -


تذكر ذلك كله..فتأبى الابتسامة إلا أن تتحول إلى دمعة تتلوها دمعات ..


وفي كل هذا..لا تجد إلا يداً ترتفع إلى السماء..وقلبا ولسانا يلهجان بالدعاء ..


تخطو بقدميها الصغيرتين خطوات قصيرة خارج دارها ..


تلوح بيديها إلى رفيقاتها ..


مازالت بسمة الأطفال وضحكاتهم - رغم كل شئ - تملأ الأجواء ..


لا يا يهــود .. أبدا .. لن تنــال مني ..


سأظل دوماً .. بسمةُ أملٍ تعانق السحاب ..


لن تسلبني ضحكتي .. لن تسلبني لعبتي ..


لن تسلبني - ماعشتُ - حريتي ..


أما أمي .. فتنتظرني في جنان خلد ونعيم ..


وأما أبي .. فهو - وإن أسرتموه - في قلبي مقيم ..


وسأظل دومــاً قلباً ينبض بعشق تراب وطني ..


وبالوناتي سترتفع عالياً .. عالياً في سماء عزةٍ ورفعة ..


وسأذوق فرحة العيد - مهما فعلتم - يا غاصبين ..


غزة .. وطني الحبيب .. كــلُ عــامٍ وأنتِ في عزة ..


كــلُ عيد وأنتِ في نصرٍ على أعدائك مبيــن ..


غـــزة .. كــل عــامٍ وأنتِ عشقُ قلبي ..