الاثنين، 6 ديسمبر 2010

لن أعــود لمثلهـا أبدا .. !

"" بسم الله الرحمن الرحيم ""

على نغمات " الحرية أمل ملايين .. حلم لكل البني آدمين "

قررت أخيرا أن أمسك القلم – أو لنقـل أتصالح مع الكيبورد – وأكتب ... !

بعد متابعة أخبار الانتخابات بالأمس - وهي من الأشياء التي يمنعها الأطباء عن مرضى الضغط والسكر .. وأغبطهم حقا على ذلك - ذهبت للنوم .. وهو شئ لا أنصح أبدا أي انسان أن يفعله بعد مشاهدة مثل هذه الأشياء ; فقد عشت ليلة طويلة من الكوابيس .. حتى أني استيقظت يكاد الصداع يفتك برأسي !

ولسوء حظي .. حين استيقظت وجدت الكمبيوتر لايزال يعمل منذ الليلة السابقة .. فقررت أن أتصفح الأخبار وأنا أشرب شاي الصباح , وليته ما كان يعمل .. وليتني ما تصفحت الأخبار .. بل .. ليتني غادرت دون شاي الصباح !

بعد كوب المرار – عذرا – أقصد الشاي .. نهضت مسرعة لأصل الجامعة في ميعادي , وقررت أن أتوقف عن التفكير في الأخبار وأحوال مصر – فقط – مدة طريقي الى الجامعة , ولأتذكر فقط الأشياء الايجابية التي تحدث من حولي ... !

بدأ طريقي مع التاكسي .. وتجاهلت النظرة التي نظرها لي أول تاكسي أوقفته وكأنني أقول له " أوصلني إلى الجحيم !! " وليس إلى الجامعة , وأعطيت نفسي الحق أن أبتهج قليلا لأن التاكسي الذي يليه وافق – متفضلا – أن يوصلني .. !

وطبعا لا يستغرب أحد أني مجبرة على ركوب التاكسي .. فلست مستعدة أن أدخل في معركة مع كل الواقفين بموقف السيارات .. ذلك الجمع الغفير الذي يظن الناظر اليه أن هناك من يوزع اللحم مجانا !!

بمجرد ركوبي للتاكسي .. قام السائق برفع صوت التسجيل – الذي أخفضه مشكورا مسبقا ليسمعني – ليجبرني على سماع صوت لا أدري ان كان يستطيع تحمله طوال يومه أم أنه وضع ذاك الـشريط خصوصا ليعذبني !!

حاولت طوال طريقي أن أتجاهل ( الهبد والرزع ) الذي يكاد يفجر التاكسي براكبيه .. وأنظر للجانب المشرق فالطريق – الى حد ما - ليس مزدحما ككل يوم .. وكلها دقائق وأخرج من هذا ( الديسكو ) الذي دخلته بالخطأ !

أوقف التاكسي رجل .. ولأول مرة في حياتي أسمع أحدهم يلقي السلام على السائق قبل أن يسأله إن كان يمكنه ايصاله لوجهته !!

ولأول مرة أيضا .. أجد السائق ( يعتذر بأدب ) عن ايصاله لأنه ليس في طريقه .. ولكنه يرشده إلى الجهة التي من المفترض أن يقف فيها ليستطيع الركوب !!

تهلل وجهي .. أخيرا .. وجدت شيئا في هذا البلد يفرحني , ولما كانت الفرحة – فعل غير جائز – بالنسبة للمصريين الذين أنا منهم , فقد وقف الطريق فجأة .. وبدأ سيل الألفاظ التي اعتدنا سماعها من السائقين تنهال من كل جانب , حتى أني اعتقدت للحظة أن شرط من شروط السائق أن يكون بذئ اللسان , لكني لم أسمع أي صوت من التاكسي ( المزنوق ) بجوار التاكسي الذي يقلني .. ووجدت فيه سائقا شاب شعر رأسه يتمتم " لا حول ولا قوة الا بالله " , فعلمت ان اعتقادي كان خاطئا , وسألت الله له الثبات .

ومن بعيد سمعت أحدهم قد رفع صوت مسجله ليسمع الشارع كله " يا مصري قوم هش الوطاويط , كفاياك تبليط , صعبة الحياة والحل بسيط , حبة تخطيط , فتحت باب استيرادك , وصرفت فوق ضعف إيرادك ....... "

و .. تحرك الطريق .. واختفى الصوت ... !

لأجد صور "وحيد فودة" و "محمد البسيوني" تطاردني .. وحين اهرب منها للناحية الأخرى من الطريق أجد لافتات "الجوجري" و "جواهر" و "فردوس" ... ولمن لا يعلم .. هؤلاء هم مرشحي الحزن الواطي اللا ديمقراطي ,

وأخذت أتلفت حولي أبحث عن شئ لا يستفزني حين أنظر اليه .. وتعبت طوال الطريق لأجد صورة واحدة لمرشحي الاخوان أو المستقلين سليمة .. !

ما كفاهم أنهم أخذوا مجلس الشعب لحسابهم.. فأصبح الشارع أيضا ملكا خاصا بهم !!!

أخيرا .. وصلت كليتي , ومر اليوم .. كغيره , بمآسيه وبلاويه التي اعتدناها من القائمين على التعليم بمصر , وبدأ الجهاد للحصول على أي وسيلة للرجوع إلى البيت , ولو تركوا ( التكاتك ) تصل للجامعة لما ترددت في ركوب أحدها أبدا ... !

وصلت أخيرا للبيت .. لأجد أحدهم قد ترك التلفاز يعمل , وأسمع " أحمد ذل " وهو يقول " رُدت القوى التصويتية للجماعة الى اصلها " قاصدا بقوله ردت من الاخوان إلى الحزن الحاكم , وكأن الشعب يعشق هذا الحزب ويرفض أن يترك حكم مصر , حينها .. تذكرت أزمة المواصلات التي أعاني منها كل يوم , وغلاء الاسعار وضيق المعيشة وكل الشكاوى التي أضطر الى الاستماع اليها من السائقين .

وتوجهت إلى سريري - هذه المرة - دون أن أفتح التلفزيون .. أو أتصفح الانترنت .. !

وقبل أن أغمض عيني .. تذكرت نيتي عند الخروج من المنزل بالتفكير في ما هو ايجابي ..

فأغمضتها .. وعاهدت نفسي .. ألا أعـود لمثلها أبدا ... !


هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

أختي حبيبة ...
(( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا))
لا تيأسي .. فهذا ما يريدون ..
وغصب عنهم هيتغير الحال .. بس احنا نحاول ونصر
شدي حيلك

تخاريف مترجمة يقول...

لعل الله يحدث بع ذلك أمراً

،،

فرج قريب ان شاء الله يا حبيبة

،،

ملاحظة صغنتوته

مش تغيبي عن التدوين تاني

،،

د.إبراهيم الحسيني يقول...

أختي الحبيبة..حبيبة
حلوة التدوينة دي بس فكيها شوية وطرقعي للحكومة ونفضي للكلية وعيشي حياتك
وفكريني أقوللك حاجة اما أقابلك..بس يا رب ما انساها

Omama Al-hosiny يقول...

أخي .. أبو لميس /
حقا .. ليس يأسـا بقدر ما هو حزن على ما وصل اليه حال مصر !
كما قلتم .. وكما وعده الله ورسوله .. النصر قادم لا محالة .. رغما عن كل ظالم .. لكن .. حين نستحق هذا النصر !!

جزاكم الله خيرا كثيرا
أسعدني تواجدكم !

سلامي لـ لميس .. وأم لميس

Omama Al-hosiny يقول...

سحــورة .. المترجمة اللي بتخرف يعني : )

اكيد باذن الله الفرج قريب
وبزوغ الفجر بيكون بعد اشد لحظات الليل ظلمة

نورتيني حبيبي
وباذن الله احاول مغيبش عن التدوين تاني
بتوحشوني فعلا وبتوحشني المدونة

Omama Al-hosiny يقول...

أخي الحبيبب .. د.ابراهيم /

حاضرين .. هفكها .. وهطرقع للحكومة .. وهنفض للكلية .. !

وطنش تعش تنتعش تبتسم لك الحياة !

هتفرج اكيد .. !

جزاكم الله خيرا
نورتني

هفكرم باذن الله .. لو افتكرت :)